Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النواسخ

11- النواسخ

هي مجموعة من الأفعال الناقصة والحروف التي تدخل على الجملة الاسمية، فيتغير حكم المبتدأ والخبر.

والنواسخ ثلاثة أقسام:

أولًا: كان وأخواتها:

وهي أفعال ناقصة؛ أي أنها لا تكتفي بالمرفوع بعدها بل تحتاج منصوبا حتى يتضح المعنى، فتدخل عليها، تدخل على المبتدأ والخبر، فترفَعُ الأول ويسمى اسمها، وتنصب الثاني ويسمى خبرها، نحو: كان التلميذُ مجتهدًا. فـ(كان): فعلٌ ماضٍ ناقص ناسخ يرفع المبتدأ وينصب الخبر. (التلميذ): اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (مجتهدًا): خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

وعددها: هي: كان، ظل، بات، أمسى، أضحى، صار، ليس، ما دام، ما زال، ما فتى، ما برح، ما انفك، مادام.

وهي إمَّا:

  • متصرفة تصرفا تامًا، نحو: كان، ظل، بات، أمسى، أصبح، أضحى، صار. نحو: كان التلميذُ مجتهدًا، ظلَّ الجوُّ باردًا، باتَ المريضُ متألـمًا، أمسى الجميعُ سعيدًا، أصبحَ الحلـمُ حقيقةً، أضحت الشمسُ حارةً، تقول: صار التلميذُ دكتورًا، ويقصد بالمتصرفة أن يأتي منها الماضي والمضارع والأمر.
  • غير متصرفة: ليس، ما دام، نحو: لست بخيلًا، وقوله تعالى: ﴿مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم: ٣١].
  • متصرفة تصرفًا ناقصًا أي يأتي منها الماضي والمضارع فقط: ما زال، ما فتى، ما برح، ما انفك، نحو: ما يزال المؤمن يذكر الله.

وقد تأتي هذه الأفعال الناقصة تامة، ما عدا: ليس، ما فتئ، ما زال، قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ﴾ [البقرة: ٢٨٠]، فكان هنا ليست كقولنا: كانَ الجوُّ باردًا. فالأولى تامة، والثانية ناقصة. وقوله صلى الله عليه وسلم: أصبحنا وأصبح الملك لله، وقال تعالى: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ﴾[هود: ١٠٧]. وكان التامة لا تحتاج اسمًا خبرًا وإنما يعرب ما بعدها فاعلًا.

عملها: أخوات كان تعمل بلا شرط، ما عدا: زال، وبرح، وفتئ، وانفك، فهي لا تعمل عمل الفعل الناقص إلا إذا سبقها نفي، أو استفهام استنكاري، أو دعاء، نحو: ما زال الإنسانُ ضعيفًا، لا تزال صابرًا، لا زلت سعيدًا، هل يبرح البخيل ممقوتًا؟

ويلحق بها ما يسمى بأفعال الشروع، وهي أفعال تفيد بداية الشروع في الفعل، نحو: بدأ، أخذ، أنشأ، انبرى، طفق.

 

ثانيًا: إنَّ وأخواتها:

وهي: (إنَّ، أنَّ، كأنَّ، لكن، ليت، لعلَّ)، تدخل هذه الأحرف على المبتدأ والخبر، فتَنصِب الأول ويُسمَّى اسمها، وترفع الثاني ويسمى خبرها، (على عكس كان وأخواتها)، نحو: إنَّ العلـمَ نورٌ. فـ(إنَّ) حرف توكيد ونصب، (العلم): اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة، (نورٌ): خبر إنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

وهي حروف مشبهة بالأفعال، وسميت كذلك لأن كلًا منها يفيد معنى فعل معين، على النحو الآتي:

- إنَّ، أنَّ: للتوكيد، نحو: علمتُ أنَّ الجنةَ حقٌّ.

- كأنَّ: للتشبيه، نحو: كأنكَ شمسٌ.

- لكن: للاستدراك، نحو: حضر الجميعُ لكنَّ واحدًا غائبٌ.

- ليت: للتمني، نحو: ليتَ المالَ كثيرٌ.

- لعلَّ: للترجي، لعلَّ النجاحَ قريبٌ.

تُكفُّ إنَّ وأخواتها عن العمل إذا لحقت ما الحرفية أواخرها، فتكفها عن العمل، نحو: إنَّما اللهُ واحدٌ. فـ(إنَّ) حرف توكيد ونصب مكفوف عن العمل، (ما) كافة حرف مبني على السكون، (الله) مبتدأ مرفوع، (واحدٌ) خبر مرفوع.

يستثنى من ذلك (ليتَ)، فيجوز إعمالها وإلغاؤها، تقول: ليتما الماءُ باردٌ، أو: ليتما الماءَ باردٌ.

ثالثًا: ظنَّ وأخواتها:

تدخل ظن وأخواتها على المبتدأ والخبر فتنصبه، ويسمى مفعولًا به أولًا، وتنصب الخبر ويسمى مفعولًا به ثانيًا، وتنقسم ظن وأخواتها قسمين:

  1. أفعال القلوب، سميت بالأفعال القلبية لأنها أفعال باطنة لا ظاهرة حسية، وهي على قسمين:
  • إمَّا أن تدل على التحقيق أو اليقين، نحو: (عَلـمَ، رأى، وَجَدَ، دَرَىَ، أَلْفَى).
  • إمَّا أن تدل على الرجحان، نحو: (ظن، خَالَ، حَسِب، زَعَمَ، عَدَّ، اعتبر، هَب).
  1. أفعال التحويل أو التصيير، وهي: (جَعَل، اتَّخَذَ، تخذ، تَرَكَ، وهب، صيرَّ، رَدَّ).

مثل: ظَنَّ الـمُستبدُّ النّاسَ جُهَّالًا، وجدَ الطالبُ التعَّلـمَ سهلًا، حَسِبَ الناسُ الأمانةَ خُلُفًا كريمًا، جعلَ اللهُ الأرضَ مُستَقَرًا، زعمَ البخيلُ الجودَ تبذيرًا، خالَ الكسولُ النجاحَ سهلًا.

فـ(ظنَّ): فعلٌ ماضٍ ينصبُ مفعولين. و(المستبدُّ): فاعل مرفوع. و(الناسَ): مفعول به أول لظنَّ منصوب. و(جهالًا): مفعول به ثانٍ لظنَّ منصوب. ومثلها بقية الأمثلة على الترتيب.

ومن خصائص ظنَّ وأخواتها:

  1. الإلغاء: وهو ترك العمل لفظًا ومعنى، لمانع، مثل: محمدٌ ظننتُ ناجحٌ، فـ (ظننت) لم تعمل في (محمدٌ ناجحٌ) لا لفظًا ولا معنًى، فـ(محمدٌ): مبتدأ مرفوع، و(ظننتُ): فعل ماضي ملغي، والتاء تاء الفاعل، و(ناجحٌ): خبر مرفوع، ويختصُّ الإلغاء بالأفعال القلبية المتصرفة وهي: (رأى، وعلم، ووجد، ودرى، وخال، وظن، وحسب، وزعم، وعد، وحجا، وجعل)، أما (هب وتعلم) وكذلك أفعال التحويل فلا يكون فيها إلغاء ولا تعليق وسبب الإلغاء توسط أفعال القلوب أو تأخرها عن معموليها.
  2. التعليق: وهو: إبطال العمل لفظًا، لا محلًا؛ لمجيء ما له صدر الكلام بعده، نحو (ما) النافية، ولام الابتداء والاستفهام، تقول: علمتُ ما محمدٌ مسافرٌ، وعلمت لَمحمدٌ مسافرٌ، وعلمتُ أيهم أبوك)، والمعنى مع التعليق متصل بعضه ببعض بين الفعل وما بعد أدوات التعليق.
  3. فعل وفاعل، (ما): حرف نفي، (محمدٌ): مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، (مسافرٌ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والجملة في محل نصبٍ سدَّت مسدَّ فعلي علم.

والتعليق واجبٌ بعد (ما، وإن، ولا النافية، ولام الابتداء، ولا القسم، والاستفهام).

 

 

تاريخ آخر تحديث : يناير 12, 2023 1:04ص