التفريق بين الضاد والظاء
12- التفريق بين (الضاد)، و(الظاء)
يخلط بعضهم بين الضاد والظاء خلطًا كبيرًا في النطق والكتابة؛ وذلك لصعوبة النُّطق بحرف الضَّاد فهو أصعب الحروف وأشدُّها على اللسان، ولا يُوجَد هذا الحرف في أيِّ لغةٍ أخرى غير العربية.
ولا شك أن بينهما فرقًا يغير المعنى ويقلبه أحيانا إلى معنى مضاد، ولو كان الفارق بسيطا بين الضاد والظاء والخطأ في النطق بهما غير مؤثر، لما ارتبطت الجنة بالظلال والنار بالضلال!
ويمكننا تأمل الفرق الشاسع بين معاني الكلمات بسبب الظاء والضاد من خلال الأمثلة التالية:
حظر: منع، وحضر: جاء
ظلّ: استمر، وضلّ: ضاع
نظر: رأى، ونضر: حسُن
حظّ لنصيب، وحضّ: شَجَّع
ظن: حسب، وضنّ: بخل.
ويُمكنُ معالجةُ هذه المشكلة بعدة طرق، أبرزها:
1 - التفريق بين الضاد والظاء من حيثُ المخرج: هناك فرق بين الضاد والظاء في المخرج، ولا يصحُّ لنا أن ننطق بِهما بدون تفريق، فهذا خطأ فاحشٌ.
فمخرج الضَّادِ هو: إحدى حافتَيِ اللِّسان أو كلتاهُما مع ما يُحاذيه من الأضراس العليا، بَينما مَخرج الظَّاء هو: من طرف اللسان مع أطراف الثَّنايا العُليا.
2- من حيثُ الصِّفةُ: فصِفات حرف الضاد هي: الجهر، والرَّخاوة، والاستعلاء، والإطباق، والإصمات، والاستطالة. أمَّا صفاتُ حرف الظَّاء فهي: الجهر، والرخاوة، والاستعلاء، والإطباق، والإصمات، فقد زادتْ صفةُ الاستطالة في الضاد عن الظاء.
3- كثرةُ النظرِ في بطونِ الكتبِ، وتصوّرُ الكلمةِ حينَ كتابتِها؛ فكثيرُ القراءةِ لا يستسيغُ كتابةَ (الظبي) هكذا (الضبي)،لأن الرسمَ الأولَ محفوظٌ في ذهنِه؛ ومتى عرَضه عليهِ قَبِلَه وأجازَه، على خلافِ الثاني.
4- تصريفُ الكلمةِ، وتقليبُها، ومعرفةُ نظائرِها في الاشتقاقِ؛ فإذا مرّت عليك كلمة (ظلمات)؛ فلم تدرِ كيفَ تُكتب، فأعدها إلى أصلها، وانظر إلى معناها؛ سترى أنها من (أظلم يظلم؛ فهو مظلِم...).
5- أي كلمة تبدأ بأحد هذه الأحرف: (أ- ت-ث-ذ-ز-ط-ص-ض-س) لا يوجد فيها حرف (ظاء) بتاتا!.
6- حفظ الكلمات التي تتضمن على حرف (الظاء)؛ لأنها، محصورة، بخلاف الكلمات التي تشتمل على حرف (الضاد) فإنها كثيرة.