Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تحقيق النصوص

21-تحقيق النصوص

يقصد بالتحقيق العلمي: إخراج النص كما أراد مؤلفه، وهو يحتاج إلى بذل عناية خاصة بالمخطوطات حتى يمكن التثبيت من استيفائها لشرائط معينة. فالكتاب المحَّقق هو الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه.

وعلى ذلك فإن الجهود التي تبذل في كل مخطوط يجب أن تتناول البحث في الزوايا التالية:

تحقيق عنوان الكتاب: بعض المخطوطات تكون خالية من العنوان: إما لفقد الورقة الأولى منها، أو انطماس العنوان، وأحيانًا يثبت على النسخة عنوان واضح جلي ولكنه يخالف الواقع، إما بداعٍ من دواعي التزييف، وإما لجهل قارئ ما وقعت إليه نسخة مجردة من عنوانها، فأثبت ما خاله عنوانها، فيحتاج المحقق إلى إعمال فكره في ذلك بطائفة من المحاولات التحقيقية، كأن يرجع إلى كتب المؤلفات كابن النديم، أو كتب التراجم.

تحقيق اسم المؤلف: أحيانًا تخلو النسخة من النص على اسم المؤلف، فمن العنوان يمكن التهدي إلى ذلك الاسم، بمراجعة فهارس المكتبات، أو كتب المؤلفات، أو كتب التراجم التي أخرجت إخراجًا حديثًا وفهرست فيها الكتب، كمعجم الأدباء لياقوت، أو غير ذلك من الوسائل العلمية.

تحقيق نسبة الكتب إلى مؤلفه.

تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه: لا ينبغي الإيمان بصحة نسبة أي كتاب إلى مؤلفه، ولا سيما الكتبُ الخاملة التي ليست لها شهرة، فيجب أن تعرض هذه النسبة على فهارس المكتبات وكتب التراجم، لنستمد منها اليقين على صحة نسبة الكتاب لصاحبه، وتعد الاعتبارات التاريخية من أقوى المقاييس في تصحيح نسبة الكتاب أو تزييفها، فالكتاب الذي تُحْشَد فيه أخبار تاريخية تالية لعصر مؤلفه الذي نسب إليه، جدير بأن يسقط من حساب ذلك المؤلف.

تحقيق متن الكتاب: ومعناه أن يؤدي الكتابُ أداء صادقًا كما وضعه مؤلفه كمّا وكيفًا بقدر الإمكان، فليس معنى تحقيق الكتاب أن نلتمس للأسلوب النازل أسلوبًا هو أعلى منه، أو نُحِلّ كلمة صحيحة محل أخرى صحيحة بدعوى أن أولاهما أولى بمكانها، أو أجمل، أو أوفق، أو ينسب صاحب الكتاب نصًا من النصوص إلى قائل وهو مخطئ في عبارة خطأ نحويًا دقيقًا فيصحح خطأه في ذلك، أو أن يوجز عبارته إيجازًا مخلًا فيبسط المحقق عبارته بما يدفع الإخلال.

وليس تحقيق المتن تحسينًا أو تصحيحًا، وإنما هو أمانة الأداء التي تقتضيها أمانة التاريخ، فإن متن الكتاب حُكْم على المؤلف، وحكم على عصره وبيئته، وهي اعتبارات تاريخية لها حرمتها.

وإن أراد المحقق تعديل خطاء أو تصويب نسبة أو إكمال ناقص فليضع حاشية وينص على ذلك من الحاشية.

 

 

تاريخ آخر تحديث : يناير 12, 2023 1:04ص