خاتمة البحث
الخاتمة: عبارة عن رسم خلاصة البحث، وإعطاء صورة سريعة عن نتائجه، ورصد للتوصيات التي توصل البحث إليها، وهي أهم جزء في البحث، والبحث كله لا يعني القارئ شيئًا حتى تقدم له النتيجة أو النتائج التي توصل إليها من البحث؛ إذ البحث كله لا يعني القارئ في شيء حتى تقدم له نتائجه؛ إذ إنها والإضافة العلمية التي تهم القارئ، وهي الدليل الواضح على قيمة البحث وعلى مستوى الباحث.
وفي هذا الجزء من البحث يجري التعرض لموضوعاته بصورة مختصرة، وكأنها مقدمات يقصد منها أن تقود إلى النتيجة أو النتائج في شكل طبيعي، وفي سبيل هذه الغاية يتطلب الأمر الكثير من التحليل والتركيز على أهمية بعض النقاط الرئيسية، بحيث تلامس تفكير واهتمامات القراء؛ يضاف إلى ذلك أنه لابد من وقفة تأمل بالنسبة لتفريعات الموضوع والأفكار العامة ذات الصلة الوثيقة بنتيجة البحث أو خاتمته.
نتيجة البحث هي المساهمة الأصيلة والإضافة العلمية التي تنسب للباحث بلا مزاحمة أو منافسة، إنها الدليل الواضح الملموس على قيمة البحث والدراسة، ليس هذا فحسب، بل إنها المرآة الحقيقية لمستوى الباحث ومقدار فهمه للمادة العلمية التي يعرضها على القراء، وهي أيضًا آخر ما يلامس نظر القراء فلا بد من إحكامها فكرًا، وأسلوبًا، وصياغة، وترتيبًا حتى يكون الانطباع الأخير ذا أثر بالغ في نفس القارئ.
وإذا كانت الخاتمة بهذا الأهمية، فيجب عند كتابتها العناية التامة بالأفكار قوة ووضوحًا وترتيبًا، وبالأسلوب قوة ووضوحًا وسلاسة وتشويقًا للقارئ، ويستحسن ألا تطول، والأفضل فيها ألا تزيد على عشر صفحات في بحث يزيد على ثلثمائة صفحة؛ لأن طولها يضيع الفائدة التي وجدت من أجلها، ولأن المادة التي يمكن أن تطيل الخاتمة يحسن بها أن تُرَد إلى أماكنها المناسبة من فصول البحث.
وقد يُستغنى في بعض الحالات عن الخاتمة، ويتوقف ذلك على موضوع البحث وطبيعته؛ لأن هناك بحوثًا لا تحتاج إلى خاتمة خاصة؛ لسببين:
أولهما: لتجنب التكرار، إذ إن النتائج قد ذكرت في المقدمة.
وثانيهما: لأن الموضوع المختار قد لا يحتاج بطبيعته إلى الخاتمة.
ومن أجل تحقيق المقصود بالخاتمة، ينبغي أن يوضع فيها ما يأتي:
- أهم النتائج التي انتهى إليها البحث: يرسم الباحث صورة سريعة لما استطاع أن يسهم به في خدمة العلم بهذا الإنتاج.
- التوصيات التي هدى إليها البحث: ويشترط أن تكون هذه المقترحات والتوصيات ذات صلة وثيقة بالنتائج التي أمكن الوصول إليها، وأن تكون محددة تحديدًا دقيقًا.