Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
Skip to main content

الجملة العربية

5- الجملة العربية: مفهومها وأنواعها

 الجملة: قولٌ مؤلفٌ من مُسند ومسندٍ إليه. فهي والمركبُ الإسناديُّ شيءٌ واحدٌ، ولا يُشترطُ فيما نسميه جملةً، أو مركبًا إسناديًا أنْ يُفيدَ معنًى تامًا مُكْتفيا بنفسه، كما يُشـــترط ذلك فيما نسميه كلامًا. فهو قد يكون تامَّ الفائدةِ، نحو: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الـمُؤْمِنُونَ﴾ [المؤمنون:١]، فيُسمى كلامًا أيــضًا، وقد يكون ناقصًا، نحو: (مهما تفعلْ من خيرٍ أو شرٍّ) فلا يُسمى كلامًا وإنما يسمى (كَلِم).

أقسام الجملة:

الجملة من حيث حقيقة التركيب: فعليـــــة أو اسمية، ومن حيث الإعراب: جملة لها محلٌّ من الإعراب، وجملة لا محلَّ لها من الإعراب.

أولًا: الجمل من حيث التركيب:

1- الجملةُ الفعلية: ما تألَّفت من الفعل والفاعل، نحو: نجحَ المجدُّ، أو الفعل ونائب الفاعل، نحــو: يُنصرُ المظلومُ.

2- الجملة الاسمية: ما كانت مؤلفة من المبتدأ والخبر، نحو: العراقُ عزيــزٌ، أو مـمـّـا أصلُه مبتدأ أو خبر، نحو: إنَّ الحقَّ منصورٌ، ما أحدٌ مسافرًا، لا رجـــلٌ قائمًا.

ثانيًا: الجمل من حيث الإعراب:

الجملةُ: إن صحَّ تأويلها بمفرد، كان لها محلٌّ من الإعراب، نحو: محمدٌ يعملُ الخيرَ، فـإنّ التأويل: محمدٌ عاملٌ للخيرِ. وإن لـم يصح تأويل الجملة بمفرد،، لم يكن لها محلٌّ من الإعراب، نحو: (جاءَ الذي كتبَ)، إذ لا يصح أن تقول: (جاءَ الذي كاتب). والجمل التي لها محلّ من الإعراب سبعٌ، هي:

1ـ الواقعةُ خبرًا، ومحلّها من الإعراب الرفعٌ إن كانت خبرًا للمبتدأ، أو الأحرف المشبهة بالفعل، أو (لا) النافية للجنس، نحو: العلـمُ يرفعُ قدرَ صاحبهِ، إن المؤمن يطيع الله ورسوله، لا كسولَ سيرتُهُ ممدوحةٌ. والنصب إن كانت خبرًا للفعل الناسخ الناقص، نحو قوله تعالى: ﴿وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلـمُونَ﴾[الأعراف:١٧٧]، وقوله تعالى: ﴿فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾[البقرة:٧١].

 2 ـ الواقعةُ حالًا، ومحلُّها النصبُ، نحو قوله تعالى: ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ﴾ [يوسف:١٦]، فجملة (يبكون) في محل نصبٍ حالٍ من واو الجماعة في جاءوا.

 3 ـ الواقعةُ مفعولًا به، ومحلّها النصب أيضًا. كقوله تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ﴾ [مريم:٣٠]، فجملة: (إني عبد الله) في محل نصب مفعول به لـ(قال)، ونحو: أظنُّ الأمةَ تجتمعُ بعدَ التفرُّقِ، فجملة (تجتمع) في محل نصب مفعولًا به ثانٍ لأظنُّ، والأمةَ مفعُوله الأول.

4 ـ الواقعة مضافًا إليها، ومحلُّها الجرّ، كقوله تعالى: ﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾ [المائدة:١١٩]، فـ(يوم) مضاف، وجملة (ينفع الصادقين صدقُهم) في محلِّ جرٍّ مضافٍ إليه، والتقدير: هذا يومُ نَفْعِ الصادقين صدقُهم.

5 ـ الواقعةُ جوابًا لشرطٍ جازمٍ، إن اقترنت بالفاء أو بإذا الفجائية، ومحلها الجزم، كقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [الرعد:٣٣]، فجملة (فما له من هاد) من المبتدأ و الخبر في محل جزمٍ جواب الشرط، وكذلك جملة (إذا هم يقنطون).

6 ـ الواقعةُ صفةً، ومحلُّها بحسب موضع الموصوف، إمَّا الرفعُ كقوله تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الـمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى﴾ [يس:٢٠]، وإمّا النصب نحو: (لا تحترمْ رجُلًا يخونُ بلادَهُ). وإمَّا الجرّ، نحو: سَقْيًا لرجلٍ يخدمُ أُمتهُ، ومنه قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ﴾ [آل عمران:٩].

7ـ التابعةُ لجملةٍ لها محلٌّ من الإعراب: ومحلها بحسب المتبوع، إمَّا الرفع نحو: محمّدٌ يقرأُ ويكتبُ.

وزاد ابن هشام جملتين، فجعلها تسع جمل:

أمّا الجمل التي لا محلَّ لها من الإعراب فعددها تسعُ جمل:

1ـ الابتدائية: وهي التي تكون في مفتتح الكلام، كقوله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ﴾ [النور:٣٥].

2 ـ الاستئنافية: وهي التي تقع في أثناء الكلام، منقطعة عمَّا قبلها، لاستئناف كلام جديد، كقوله تعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النحل:٣].

3ـ التعليلية: وهي التي تقع في أثناء الكلام تعليلًا لما قبلها، كقوله تعالى: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾ [التوبة:١٠٣]. وقد تقترن بفاء التعليل، نحو: (تمسَّك بالفضيلة؛ فإنها زينة العقلاءِ).

4ـ الاعتراضية: وهي التي تعترض بين شيئين متلازمين، لإفادة الكلام تقويةً وتسديدًا وتحسينًا، كالمبتدأ والخبر، نحو قوله تعالى: ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [البقرة:٢٤].

5ـ الواقعةُ صلةً للموصول الاسمي، كقوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ [المؤمنون:١]، أو الحرفي كقوله تعالى: ﴿نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾ [المائدة:٥٢]، والمقصود بالموصول الحرفي: الحرف المصدري، وهو يؤول وما بعده بمصدر، والحروف المصدرية هي (أَنْ، وأنَّ، وكي، وما، ولو، وهمزة التسوية).

6ـ التفسيرية: هي الفضلة الكاشفة لحقيقة ما تليه، كقوله تعالى: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [الصف:١٠-١١].

7 ـ الواقعةُ جوابًا للقسم، كقوله تعالى: ﴿ن وَالْقَلـمِ وَمَا يَسْطُرُونَ. مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ [القلم:١-٢]، وقوله تعالى: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم﴾ [الأنبياء:٥٧].

8 ـ الواقعة جوابًا لشرط غير جازم، كقوله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر:١-٣].

9 ـ التابعة لجملة لا محلَّ لها من الإعراب، نحو: "إذا نَهضَتِ الأمَّةُ، بَلَغَتْ مِنْ المجدِ الغايةَ، وأدركتْ مِنَ السُّؤدَدِ النهايةَ".

 

 

Last updated on : January 12, 2023 1:04am